مطارق الحياة
مطارق الحياة
كلنا نعاني ونصارع آلامنا يوميًا. لم أفهم ذلك صغيرًا: لماذا يخرج البائع المتجول عن شعوره فجأة؟ لماذا انفجرت هذه السيدة في البكاء لأنها لم تجد كيلو طماطم؟ البالغين بالذات كانوا لغزًا محيرًا، وكأنهم راكموا فيضًا هائلاً من الأوجاع التي تتحين فرصة الانفجار فجأة على أتفه سبب. الآن أفهم. نحن كثيرًا ما نصمد أثناء الفجيعة ولا نشعر بوطأتها كاملة، ولكننا في سبيل ذلك ننهار على دفعات. نحن نسدد أقساط الكارثة بالتقسيط، والدائنين هم أحزاننا اليومية التافهة. لا أحد ينجو من مطارق الحياة. لا أحد تمكن من الهرب سليمًا سويًا. نحن جميعًا جرحى، مساكين، يتناوب علينا القلق والهم، ولن يزود عنا سوى التمسك بالطيبة ما استطعنا إليها سبيلاً. أنه عالم قاس لا ينقذنا منه سوى طيبتنا في حق بعضنا البعض. دعونا نتمسك بالتراحم والتفهم والتعاطف وتفريج الكرب. بدونهم نهلك.
Comments
Post a Comment