لا حقد ولا ضغينة

 لا حقد ولا ضغينة

 

لا حقد ولا ضغينة، لا ضجر ولا اعتياد، أنا أنهض كلّ صباح قطعة بشريّة خام مُستعدّةً لأن يُكتَب عليها تاريخٌ جديد من المعرفة والعلاقات والتجارِب، راضيةً بما حدث، قانعةً بحلاوة النّصيب ومرارته.
أحدّث نفسي كلّ صباح بالأشياء التي أحبّ أن أسمعها، أحنو عليها وأغفر لها، أبرم كلّ يوم معها -رغم كثرة الخصام- مُعاهدات صلحٍ وثيقة، أشتمها ثمّ أتراجع وأعانقها، نُسبّب الفوضى بجدالاتنا الكبرى ثمّ نرتّبها معًا في خجل، نُصلّي بخشوع، أو ندندن أغنياتنا الأثيرة، ندور في حلقات مُفرغة من الصّمت أحيانًا، ونغرق في البكاء ساعات، لعبنا كثيرًا لعبة الغميضة، ولكنني كنت أجدها دائمًا في نهاية الأمر مهما اشتدَّ بي الضياع.
إنّ نفسي شجاعة جزلة، رغم كونِها سريعة العطب، قادرةٌ على البدء من جديد رغم كثرة الهزائم، ولذلك فكلانا ينهض كلّ صباح قافزًا من نومه الطويل، مُستعدًّا للتغيّر ولحُبِّ العالم كأنّنا ولدنا للتّوّ.

Comments

Popular posts from this blog

مبادرة إنسانية للتخفيف من معاناة الأسر الفلسطينية

زيارة سمو الشيخ حمدان بن زايد إلى قطاع غزة:

١٠٠ مليون دولار لرحلة الطموح والتطوير في صندوق بلوغ الميل الأخير