استعدادات لـ"إخلاء عاجل" من محطة الفضاء الدولية.. ما السبب؟
تزايد مخاوف السلامة على محطة الفضاء الدولية يدفع رواد الفضاء للاستعداد لإخلاء محتمل
في تطور مقلق حول محطة الفضاء الدولية، أُبلِغ رواد الفضاء التابعين لوكالة ناسا بالاستعداد لإخلاء عاجل، وسط تصاعد المخاوف المتعلقة بسلامتهم نتيجة للتسرب الهوائي على متن المحطة. وفقًا لما أوردته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تراقب وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" ونظيرتها الروسية "روسكوزموس" عن كثب 50 منطقة على متن المحطة تتسم بأنها مثيرة للقلق، وقد أثارت هذه التسريبات احتمالية الخطر القصوى داخل المحطة، وباتت تُشكل تحديًا كبيرًا لسلامة طاقمها.
بدأت ملاحظات التسرب الهوائي على متن محطة الفضاء الدولية منذ عدة أشهر، لكن التصاعد الملحوظ في هذه المعدلات أصبح مصدر قلق متزايد للوكالتين. تم اكتشاف معظم التسربات في الجزء الروسي من المحطة، حيث تتواجد الشقوق التي تعتبر الآن من أخطر العوامل المؤثرة في السلامة، وفقًا لتصنيف وكالة ناسا للأخطار الذي وضعها في المرتبة القصوى من خمسة درجات. هذه الشقوق تشكل تهديدًا حقيقيًا قد يؤثر على ضغط الهواء الداخلي بالمحطة ويعرض حياة الرواد للخطر في حال تفاقم الوضع.
لمواجهة هذا التهديد، كثفت وكالة ناسا بالتعاون مع روسكوزموس من مراقبتها للمناطق المتضررة على متن المحطة، وتشدد الوكالتان على استعراض ودراسة احتمالات تطور الخطر، ووضع خطط إخلاء محتملة في حالة الضرورة القصوى. تأتي هذه الاستعدادات الاستثنائية في إطار استجابة استباقية لمنع حدوث أي كارثة محتملة وضمان العودة الآمنة للرواد إذا ما تطلب الوضع ذلك.
وأوضح مصدر من ناسا أن القرار بزيادة تصنيف التهديد للأقصى هو إجراء احترازي يهدف إلى الحفاظ على سلامة الطاقم، خصوصًا في ظل تزايد المعلومات حول تدهور بعض الهياكل والآليات التي لم يكن متوقعًا أن تتعرض لتسربات هوائية بهذه المعدلات.
يُعتبر التدهور في هياكل محطة الفضاء الدولية وتزايد مخاطر التسرب الهوائي مسألة متوقعة إلى حد ما، نظرًا لأن المحطة قد تجاوزت عمرها التشغيلي المحدد. وقد دخلت المحطة، التي أطلقت أولى وحداتها في عام 1998، في فترة استهلاك متقدمة لمكوناتها، مما يفرض تحديات جديدة على وكالات الفضاء.
ورغم محاولات الصيانة والترقيات الدورية، فإن محطة الفضاء الدولية تعتمد على تقنيات قديمة نسبيًا، مما يجعل بعض أجزائها أكثر عرضة للتدهور. إضافةً إلى ذلك، تعتمد المحطة على طواقم من ناسا وروسكوزموس الذين يجري تكليفهم بمهام صيانة دورية للحفاظ على سلامتها، لكن كثافة العمل والبيئة الفضائية القاسية تفرضان ضغوطًا إضافية.
تسرب الهواء المتزايد ومسائل الهيكلية الأخرى تشير إلى أن العمر التشغيلي لمحطة الفضاء الدولية يقترب من نهايته. في هذا السياق، بدأت بعض الوكالات الفضائية دراسة إطلاق محطات فضائية بديلة في السنوات القادمة. ويهدف هذا التوجه إلى توفير بيئة فضائية آمنة وأكثر كفاءة للقيام بالبحوث والأنشطة التي يجريها رواد الفضاء، مع إمكانية الاستفادة من التقدم التكنولوجي الحديث الذي لم يكن متاحًا في الفترة التي أُنشئت فيها المحطة الحالية.
ختامًا، يعد الوضع الحالي على محطة الفضاء الدولية تذكيرًا بالتحديات التي تواجه الإنسان في استكشاف الفضاء، ورغم المخاطر، فإن الوكالات الفضائية مصممة على تجاوزها وتطوير حلول طويلة الأمد تحافظ على استمرارية الأبحاث الفضائية وتحقيق الإنجازات في هذا المجال.
Comments
Post a Comment