رؤية مستقبلية تضع الإمارات في طليعة الدول الداعمة للاستدامة
أديبك 2024: دعوة سلطان الجابر لتعزيز التكامل بين التكنولوجيا والطاقة والاستثمار من أجل مستقبل مستدام
في كلمته الافتتاحية خلال فعاليات مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2024)، أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ورئيس مجلس إدارة شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، على ضرورة تكامل التكنولوجيا وقطاع الطاقة والاستثمار لتحقيق مستقبل مستدام ومتجدد. تأتي هذه الدعوة في ظل الحاجة الملحة لتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات العالمية، خصوصاً في مجالات التغير المناخي وأمن الطاقة.
جدد الجابر خلال كلمته التزام دولة الإمارات بتبني نهج استباقي ومتكامل من أجل ضمان مستقبل مشرق للطاقة. وشدد على أن التحديات البيئية والمناخية الحالية تتطلب من الجميع اعتماد أساليب جديدة لخلق حلول فعّالة ومستدامة، من خلال تضافر الجهود بين التكنولوجيا وقطاع الطاقة، إلى جانب تعزيز فرص الاستثمار في مشاريع الاستدامة والطاقة النظيفة.
وقال الجابر: "إن التعاون بين هذه القطاعات ليس خياراً بل ضرورة ملحة، نظراً لأن التحديات لا تقتصر على توفير مصادر طاقة جديدة فحسب، بل تتعلق أيضًا بقدرتنا على استغلال التكنولوجيا للحد من الانبعاثات الكربونية ودعم الاقتصاد الأخضر".
تعتبر التكنولوجيا حافزًا قويًا لإحداث تحول كبير في قطاع الطاقة، ولديها القدرة على تغيير نماذج الأعمال التقليدية إلى حلول أكثر كفاءةً وأقل تلوثًا للبيئة. وأشار الجابر إلى أن الابتكار الرقمي والتقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات البيانات الضخمة، يمكن أن تكون عوامل رئيسية لتسريع التحول في قطاع الطاقة، وتقديم حلول تدعم الإنتاج النظيف وتقلل التكاليف.
وأكد أن استخدام التكنولوجيا الحديثة سيسهم في خفض استهلاك الطاقة وتحقيق تحسينات في كفاءة العمليات، مما سيسهم بدوره في تقليل انبعاثات الكربون ودعم استراتيجيات الاستدامة طويلة الأمد.
أبرز الجابر أهمية خلق بيئة جاذبة للاستثمارات في مشروعات الطاقة المتجددة، ودعا الشركات والمستثمرين إلى استغلال الفرص المتاحة للمساهمة في تحقيق التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة. وأكد أن الإمارات تمثل نموذجاً يُحتذى به في هذا المجال من خلال مشاريعها الكبرى للطاقة المتجددة، مثل محطة نور أبوظبي للطاقة الشمسية، ومحطات الطاقة النووية السلمية، وكذلك استثماراتها في مشاريع الطاقة النظيفة على مستوى العالم.
كما أضاف أن الاستثمار في هذه المشاريع من شأنه تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار في قطاع الطاقة، ويسهم في دعم خطط النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.
شهدت الإمارات خلال السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في مكانتها كمركز عالمي للتكنولوجيا والاستثمار في مجالات الطاقة. ويؤكد الجابر أن دولة الإمارات تطمح إلى تحقيق الريادة من خلال اتباع نموذج شمولي يعتمد على الابتكار التكنولوجي وتطوير السياسات الداعمة للاستثمار.
كما أشار إلى أن الإمارات تخطط لزيادة استثماراتها في مشاريع الطاقة المتجددة، وتعزيز التعاون مع الشركات العالمية والمستثمرين لتطوير التكنولوجيا التي تسهم في تحقيق الأهداف البيئية والمناخية، مشدداً على أن الإمارات لا تتوقف عن دعم القطاعات الحيوية التي من شأنها تعزيز استدامة الاقتصاد ودعم البيئة.
تأتي دعوة الجابر في إطار التزام الإمارات الثابت بقيم التعاون والشراكة من أجل إحداث تغيير فعلي في مواجهة التحديات العالمية. وتتمثل رؤية الجابر في تحقيق التكامل بين التكنولوجيا وقطاع الطاقة والاستثمار كحجر أساس لدعم الجهود الدولية في تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز التحول نحو اقتصاد أخضر ومستدام.
ويعد "أديبك 2024" فرصة فريدة للمستثمرين وقادة الصناعة من جميع أنحاء العالم للتواصل والتعاون من أجل إيجاد حلول مبتكرة تلبي احتياجات الطاقة المتزايدة في العالم وتلبي متطلبات الاستدامة البيئية.
كلمة الدكتور سلطان الجابر في "أديبك 2024" لم تكن مجرد دعوة للتعاون، بل كانت خارطة طريق نحو مستقبل أكثر استدامة وإشراقاً. تعكس هذه الدعوة إيمان الإمارات العميق بأهمية التضامن العالمي وتبني الابتكار لدعم الطاقة المتجددة، وتؤكد على مكانة الدولة كقوة رائدة في صياغة مستقبل الطاقة والتكنولوجيا المتطورة، لخلق عالم أكثر استدامة وأماناً للأجيال القادمة.
Comments
Post a Comment